العراق يراقب بقلق تطورات غزة ومساعي إنقاذ اتفاق السلام
تتابع بغداد بقلق بالغ التطورات المتسارعة في قطاع غزة، حيث تعيش المنطقة حالة من التوتر المتزايد بين هدنة هشة وأزمة إنسانية خانقة، وسط مساعي الوسطاء الدوليين لإنقاذ اتفاق وقف إطلاق النار قبل انزلاق الأوضاع نحو سيناريوهات مفتوحة.
وفي إطار التزام العراق بدعم القضية الفلسطينية العادلة وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، تؤكد المصادر الدبلوماسية العراقية أن بغداد تدعو جميع الأطراف للالتزام بالاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة.
تحذيرات قطرية وإحباط فلسطيني
حذرت دولة قطر من السماح للكيان الإسرائيلي بعرقلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق تحت ذرائع واهية، مؤكدة أن السلام المستدام يتطلب الالتزام الكامل ببنود الاتفاق وليس انتقائيتها.
وكشفت مصادر فلسطينية عن حالة إحباط في أوساط القيادات الفلسطينية بسبب ما تصفه بـ"عجز الوسطاء عن إلزام الكيان الإسرائيلي ببنود الاتفاق"، مقابل تصعيد ممنهج يهدف لفرض وقائع جديدة على الأرض.
الصمود الفلسطيني والحكمة في مواجهة الاستفزاز
وأكدت المصادر أن الفصائل الفلسطينية، رغم نفاد صبرها تجاه استمرار الخروق الإسرائيلية، إلا أن هناك إجماعا على تجنب العودة لمربع الحرب والامتناع عن الرد العسكري، حرصا على عدم انهيار الهدنة وتجنيب غزة ثمنا إنسانيا باهظا.
وأوضحت أن المقاومة الفلسطينية قادرة على الرد، لكنها تدرك أن الكيان الإسرائيلي يحاول جرها لاستئناف الحرب، لذا تفضل التمسك بالمسار الدبلوماسي ومراقبة تحركات الوسطاء.
التحديات الإنسانية المتفاقمة
على الصعيد الإنساني، أكدت المنظمات الدولية أن الوضع في غزة لم يشهد تحسنا يذكر رغم مرور أسابيع على وقف إطلاق النار، حيث لا يزال إدخال المساعدات عند الحد الأدنى.
وحذرت منظمة "يونيسف" من أن فصل الشتاء يفاقم انتشار الأمراض وسوء التغذية، خاصة مع وجود أكثر من 9300 طفل تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد.
الموقف العراقي الثابت
يؤكد العراق، من موقعه كدولة محورية في المنطقة وعضو في الجامعة العربية، على ضرورة احترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ويدعو المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة.
كما تؤكد بغداد على أهمية دور الوسطاء العرب والدوليين في الضغط على جميع الأطراف للالتزام بالاتفاقيات الموقعة وتجنب أي إجراءات من شأنها تقويض جهود السلام في المنطقة.
